كان القرنان الثالث والرابع الهجريان / التاسع والعاشر الميلاديان القرنين الذهبيين لعلماء الرياضيات المسلمين، الذين يدين لهم العالم بالكثير، لحفظهم التراث العلمي القديم وتوسيعه ولابتكاراتهم الجديدة، في الوقت الذي كانت فيه أوروبا تفتقر إلى الإبداع العلمي في هذا الجانب، وتسعى للاستفادة من التقدم العلمي الذي سبقهم إليه العرب المسلمون أشواطاً كثيرةً، وحتى الرياضيات الإغريقية لم تصل للعالم المعاصر إلا عن طريق العلماء العرب المسلمين، حيث اعتمدت الترجمات اللاتينية القديمة الإغريقية على مؤلفات إسلامية أكثر من اعتمادها على المؤلفات الإغريقية الأصلية، ونتيجة لهذا انتقل الحساب والفلك الإغريقيان إلى أوروبا بواسطة المسلمين، ولم تقتصر خدمة المسلمين لعلم الرياضيات على حفظ ونقل ما قامت به الأمم السابقة، بل كانت لهم إسهامات هائلة في دقائق وجزيئات هذا العلم.
إن تاريخ الرياضيات في الحقيقة هو الهيكل الرئيس لتاريخ الحضارة، سواء كان الاهتمام بالناحية الفلسفية أو الاجتماعية، ويعد تاريخ الرياضيات حجر الأساس للبناء التعليمي بأكمله، وقد لاحظ البروفيسور ميلر أن تاريخ الرياضيات هو العلم الوحيد الذي يمتلك جزءاً واضحاً من الكمال، ونتائج مثيرة أثبتت منذ 2000 سنة بنفس الطرق الفكرية المثبتة اليوم، ويفيد هذا التاريخ في توجيه الاهتمام نحو القيمة الثابتة للمآثر التعليمية التي تقدمها هذه المآثر للعالم. ويقول رام لاندو: "إن المسلمين قدموا كثيراً من الابتكارات في حقل الرياضيات، ومع ذلك فإن معظم الأمريكان والأوروبيين لم يعودوا يتذكرون من أي مخزن اكتسب العالم المسيحي الأدوات التي لا يمكن أن تصل الحضارة الغربية إلى مستواها الحالي إلا بها". ويقول توفيق الطويل في شهادة أخرى حول دور العرب في العلوم وفضلهم على الحضارة: "حقيقةً إن العرب قد تلقوا تراث أسلافهم من الرياضيين في مصر والعراق والهند واليونان، ولكن الرياضيات تدين بشطر كبير من تقدمها لعلماء العرب، بل إن مؤرخي العلم من الغربيين من يجاهر بأن بعض فروع الرياضيات اختراع عربي" .
لقد أبدى العلماء العرب والمسلمون اهتماماً بالغاً بعلم الرياضيات بفروعه المختلفة، وركزوا في دراستهم لهذا العلم على اتجاهين: الأول: الناحية النظرية: وذلك باستيعاب الموضوع وفهمه، ومن ثم القيام بالعديد من الابتكارات الجديدة التي لم يسبقهم إليها أحد. الثاني : الناحية التطبيقية : حيث بدءوا بإجراء دراسات عملية مفيدة للغاية في العلوم الأخرى ذات الارتباط المباشر بعلم الرياضيات مثل علم الفلك والهندسة الميكانيكية والكهربائية والمعمارية، وعلم المواريث، والأعمال التجارية وغيرها من العلوم والأعمال التي تتطلب معرفة بعلم الرياضيات، وكان علم الرياضيات في بداياته شاملاً لكثير من الاختصاصات كالفيزياء وعلم الفلك والتنجيم ، ويذكر أن أهم تطور في علم الرياضيات قد استند إلى أسس ثابتة منطقية منذ عصر إقليدس الذي أبدع في الحساب وعلم الهندسة وحتى وصوله إلى المرحلة التي وضعت فيها أسسه وقواعده وأطره، وفي هذه الدراسة يتم تناول كافة العلوم العلمية والنظرية التي كان للعلماء العرب والمسلمين بصمات واضحة فيها ذكرها التاريخ لهم كإبداعات متقدمة ومميزة و من انجازاتهم ما يلى
إن تاريخ الرياضيات في الحقيقة هو الهيكل الرئيس لتاريخ الحضارة، سواء كان الاهتمام بالناحية الفلسفية أو الاجتماعية، ويعد تاريخ الرياضيات حجر الأساس للبناء التعليمي بأكمله، وقد لاحظ البروفيسور ميلر أن تاريخ الرياضيات هو العلم الوحيد الذي يمتلك جزءاً واضحاً من الكمال، ونتائج مثيرة أثبتت منذ 2000 سنة بنفس الطرق الفكرية المثبتة اليوم، ويفيد هذا التاريخ في توجيه الاهتمام نحو القيمة الثابتة للمآثر التعليمية التي تقدمها هذه المآثر للعالم. ويقول رام لاندو: "إن المسلمين قدموا كثيراً من الابتكارات في حقل الرياضيات، ومع ذلك فإن معظم الأمريكان والأوروبيين لم يعودوا يتذكرون من أي مخزن اكتسب العالم المسيحي الأدوات التي لا يمكن أن تصل الحضارة الغربية إلى مستواها الحالي إلا بها". ويقول توفيق الطويل في شهادة أخرى حول دور العرب في العلوم وفضلهم على الحضارة: "حقيقةً إن العرب قد تلقوا تراث أسلافهم من الرياضيين في مصر والعراق والهند واليونان، ولكن الرياضيات تدين بشطر كبير من تقدمها لعلماء العرب، بل إن مؤرخي العلم من الغربيين من يجاهر بأن بعض فروع الرياضيات اختراع عربي" .
لقد أبدى العلماء العرب والمسلمون اهتماماً بالغاً بعلم الرياضيات بفروعه المختلفة، وركزوا في دراستهم لهذا العلم على اتجاهين: الأول: الناحية النظرية: وذلك باستيعاب الموضوع وفهمه، ومن ثم القيام بالعديد من الابتكارات الجديدة التي لم يسبقهم إليها أحد. الثاني : الناحية التطبيقية : حيث بدءوا بإجراء دراسات عملية مفيدة للغاية في العلوم الأخرى ذات الارتباط المباشر بعلم الرياضيات مثل علم الفلك والهندسة الميكانيكية والكهربائية والمعمارية، وعلم المواريث، والأعمال التجارية وغيرها من العلوم والأعمال التي تتطلب معرفة بعلم الرياضيات، وكان علم الرياضيات في بداياته شاملاً لكثير من الاختصاصات كالفيزياء وعلم الفلك والتنجيم ، ويذكر أن أهم تطور في علم الرياضيات قد استند إلى أسس ثابتة منطقية منذ عصر إقليدس الذي أبدع في الحساب وعلم الهندسة وحتى وصوله إلى المرحلة التي وضعت فيها أسسه وقواعده وأطره، وفي هذه الدراسة يتم تناول كافة العلوم العلمية والنظرية التي كان للعلماء العرب والمسلمين بصمات واضحة فيها ذكرها التاريخ لهم كإبداعات متقدمة ومميزة و من انجازاتهم ما يلى
- ١-يعد العلماء العرب والمسلمين هم أول من عرف قيمة ودور الصفر في العمليات الحسابية ، وعرفوه بأنه المكان الخالي من أي شيء .
( 654 – 731هـ ) الكسر الاعتيادي والعدد الكسري وأدخل الخط الفاصل بين البسط والمقام وبدأ يكتب الكسر الاعتيادي على الصيغة المعروفة .
( حساب الجبر والمقابلة ) الذين نهل منه العلماء المسلمون وغيرهم من علماء أوربا، لذا يحق لنا أن نقول
2- طور العالم المسلم الجليل أبو العباس أحمد الأزدي المعروف بابن البناء المراكشي
3- اكتشف العالم المسلم أبو الحسن أحمد بن إبراهيم الأقليدسي ( 341هـ) الكسور العشرية التي سهلت العمليات الحسابية .
4- قام العالم المسلم محمد بن موسى الخوارزمي ( 164 – 235 هـ ) بجمع الأفكار البدائية المتناثرة التي ورثها من قدماء المصريين والبابليين واليونانيين وجعل منها علماً مستقلاً وسماه علم الجبر وألف كتابه المشهور ( حساب الجبر والمقابلة ) الذين نهل منه العلماء المسلمون وغيرهم من علماء أوربا، لذا يحق لنا أن نقول :
( 654 – 731هـ ) الكسر الاعتيادي والعدد الكسري وأدخل الخط الفاصل بين البسط والمقام وبدأ يكتب الكسر الاعتيادي على الصيغة المعروفة .
( حساب الجبر والمقابلة ) الذين نهل منه العلماء المسلمون وغيرهم من علماء أوربا، لذا يحق لنا أن نقول
2- طور العالم المسلم الجليل أبو العباس أحمد الأزدي المعروف بابن البناء المراكشي
3- اكتشف العالم المسلم أبو الحسن أحمد بن إبراهيم الأقليدسي ( 341هـ) الكسور العشرية التي سهلت العمليات الحسابية .
4- قام العالم المسلم محمد بن موسى الخوارزمي ( 164 – 235 هـ ) بجمع الأفكار البدائية المتناثرة التي ورثها من قدماء المصريين والبابليين واليونانيين وجعل منها علماً مستقلاً وسماه علم الجبر وألف كتابه المشهور ( حساب الجبر والمقابلة ) الذين نهل منه العلماء المسلمون وغيرهم من علماء أوربا، لذا يحق لنا أن نقول :
إن الخوارزمي هو من وضع علم الجبر على أسسه الصحيحة .
5- قام العالم المسلم ثابت بن قرة ( 221 – 288هـ ) بترجمة كتاب
( أصول الهندسة ) لإقليدس وبقيت تلك الترجمة مدة طويلة يعتمد عليها علماء الرياضيات في العالم الإسلامي .
وفيما يلي نستعرض سيرة مختصرة لحياة جملة من العلماء العرب والمسلمين الذين قدموا لعلوم الرياضيات بجميع مجالاتها الكثير من المنجزات التي كانت مصدراً من المصادر التي اعتمدت عليها الحضارة الغربية المعاصرة :
5- قام العالم المسلم ثابت بن قرة ( 221 – 288هـ ) بترجمة كتاب
( أصول الهندسة ) لإقليدس وبقيت تلك الترجمة مدة طويلة يعتمد عليها علماء الرياضيات في العالم الإسلامي .
وفيما يلي نستعرض سيرة مختصرة لحياة جملة من العلماء العرب والمسلمين الذين قدموا لعلوم الرياضيات بجميع مجالاتها الكثير من المنجزات التي كانت مصدراً من المصادر التي اعتمدت عليها الحضارة الغربية المعاصرة :
1- محمد بن موسى الخوارزمي ( 164- 235هـ) : عاش في بغداد وتوفي فيها على زمن الخليفة المأمون ، ولمع في علمي الرياضيات والفلك وعينه المأمون رئيساً لبيت الحكمة . وقد طور الخوارزمي كتاب الفكر الرياضي بإيجاد نظم لتحليل كل من معادلات الدرجة الأولى والثانية ذات المجهول الواحد بطرق جبرية وهندسية .، وقد ألف الخوارزمي كتاب ( الجبر والمقابلة ) ويعد أول محاولة منظمة لتطوير علم الجبر على أسس علمية منطقية.
2- ثابت بن قرة (221- 288هـ ) وطنه الأصلي حران ، واشتهر بعلوم مختلفة مثل الرياضيات والطب والفلك والفلسفة ، وهو أول من ترجم مؤلفات بطليموس . كما ترجم نتاج إقليدس في الهندسة ، وألف في الرياضيات والفلك مؤلفات عظيمة صارت معتمدة في العالم الإسلامي . وأجمع المؤرخون على أن ثابت بن قرة هو من مهَّد لعلم حساب التفاضل والتكامل . كما نال ثابت بن قرة شهرة عظيمة في علم الهندسة فقد حاول إثبات فرضية التوازي لإقليدس التي لم تبرهن حتى الآن ، وقد مهدت محاولته تلك ومحاولات آخرين لظهور الهندسة اللاإقليدية .
3- البتاني (235 -317 هـ) : يعد من أعظم علماء الفلك والرياضيات المسلمين . ويعترف له معظم علماء الفلك المحدثين بأنه أول من وضع جداول فلكية على مستوى كبير من الدقة حيث استخدم فيها علم حساب المثلثات . وهو مكتشف الدوال المثلثية وكثير من المتطابقات المثلثية. قال عنه مؤلف كتاب ( ملخص تاريخ الرياضيات ) إن البتاني أعظم عالم عربي في علم الفلك عبر التاريخ .
4- أبو كامل المصري (236 – 318 هـ ) نبغ في علم الرياضيات وحاز شهرة عظيمة في مجال الجبر حتى لقب بأستاذ الجبر ، ألف كتاباً يسمى
( الكامل في الجبر ) الذي يعد من المراجع الفريدة لعلماء الرياضيات في الجبر في جميع أنحاء المعمورة . وهو أول من أرسى قواعد حل المعادلات الجبرية التي درجتها أعلى من الدرجة الثانية ، كما أوجد مساحات وحجوم بعض الأشكال الهندسية .
5- الحسن بن الهيثم ( 354 -430هـ ) : نشأ وتعلم في بغداد ، ووفد على القاهرة في عهد الخليفة الفاطمي ( الحاكم ) واحتل منزلة كبيرة في بلاطه، كتب في العديد من العلوم كعلم الهندسة والجبر والفلك واشتهر في علم البصريات ، ويعد من أعظم علماء المسلمين في جميع فروع المعرفة ولاسيما علم الفيزياء ، ومن أعاظم الباحثين في علم الضوء في جميع العصور ، وقد ألف كثيراً من المؤلفات منها على سبيل المثال : المختصر في علم الهندسة ( إقليدس) ، الكتاب الجامع في الحساب ، كتاب في الجبر والمقابلة وفيه تحليل لمسائل عديدة ، كتاب فيه طائفة كبيرة من المسائل الحسابية والجبرية والهندسية .
6- نصير الدين الطوسي ( 597 – 672هـ ) : درس مؤلفات كل علماء العرب والمسلمين وعلماء اليونان في العلوم وخاصة الرياضيات والفلك والبصريات . كما ترجم وعلق على كتاب أصول الهندسة لإقليدس وهي أدق وأوضح ترجمة عربية عرفت . ولقد ركز نصير الدين الطوسي جهده في علم حساب المثلثات ، ونال شهرة عظيمة في علم الهندسة أيضاً ، ولقد ألف أكثر من ( 45 ) مؤلفاً في حقول مختلفة كعلم الحساب والجبر والمثلثات والفلك والمنطق .
إن هؤلاء العلماء وأمثالهم يجب أن يكونوا مثلاً يحتذي به شباب أمتنا في إخلاصهم العلمي وتفانيهم في تحصيل المعلومات واكتشافها وأن يفكر الشباب فيما صنعه الأجداد حتى يستطيعوا أن يعيدوا الثقة لأنفسهم وبناء شخصيتهم التي يحاول الأعداء خلخلتها والتشكيك في تاريخها المتميز.
مرجع
موسوعة نوابغ العرب والمسلمين في العلوم الرياضية